فصل: من لطائف القشيري في الآية:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال الألوسي:

{ثُمَّ قَضَى} أي قدر وكتب {أَجَلًا} أي حدًا معينًا من الزمان للموت.
و{ثُمَّ} للترتيب في الذكر دون الزمان لتقدم القضاء على الخلق، وقيل: الظاهر الترتيب في الزمان، ويراد بالتقدير والكتابة ما تعلم به الملائكة وتكتبه كما وقع في حديث الصحيحين: «إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يومًا نطفة ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات بكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد».
{مُّسَمًّى} أي حد معين للبعث من القبور، وهو مبتدأ وصح الابتداء به لتخصيصه بالوصف أو لوقوعه في موقع التفصيل و{عِندَهُ} هو الخبر، وتنوينه لتفخيم شأنه وتهويل أمره.
وقدم على خبره الظرف مع أن الشائع في النكرة المخبر عنها به لزوم تقديمه عليها وفاء بحق التفخيم، فإن ما قصد به ذلك حقيق بالتقديم فالمعنى وأجل أي أجل مستقل بعلمه سبحانه وتعالى لا يقف على وقت حلوله سواه جل شأنه لا إجمالًا ولا تفصيلًا.
وهذا بخلاف أجل الموت فإنه معلوم إجمالًا بناءًا على ظهور أماراته أو على ما هو المعتاد في أعمال الإنسان.
وقيل: وجه الإخبار عن هذا أو التقييد بكونه عنده سبحانه وتعالى أنه من نفس المغيبات الخمس التي لا يعلمها إلا الله تعالى، والأول: أيضًا وإن كان لا يعلمه إلا هو قبل وقوعه كما قال تعالى: {وَمَا تَدْرِى نَفْسٌ بِأَىّ أَرْضٍ تَمُوتُ} [لقمان: 34] لكنا نعلمه للذين شاهدنا موتهم وضبطنا تواريخ ولادتهم ووفاتهم فنعلمه سواء أريد به آخر المدة أو جملتها متى كان وكم مدة كان.
وذهب بعضهم إلى أن الأجل الأول ما بين الخلق والموت، والثاني: ما بين الموت والبعث.
وروي ذلك عن الحسن وابن المسيب وقتادة والضحاك واختاره الزجاج ورواه عطاء عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه حيث قال: قضى أجلًا من مولده إلى مماته وأجل مسمى عنده من الممات إلى البعث لا يعلم ميقاته أحد سواه سبحانه فإذا كان الرجل صالحًا واصلًا لرحمه زاد الله تعالى له في أجل الحياة من أجل الممات إلى البعث وإذا كان غير صالح ولا واصل نقصه الله تعالى من أجل الحياة وزاد في أجل الممات، وذلك قوله تعالى: {وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلاَ يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلاَّ في كتاب} [فاطر: 11] وعليه فمعنى عدم تغير الأجل عدم تغير آخره، وقيل: الأجل الأول الزمن الذي يحيى به أهل الدنيا إلى أن يموتوا والأجل الثاني أجل الآخرة الذي لا آخر له، ونسب ذلك إلى مجاهد وابن جبير واختاره الجبائي.
ولا يخفى بعد إطلاق الأجل على المدة الغير المتناهية، وعن أبي مسلم أن الأجل الأول أجل من مضى والثاني أجل من بقي ومن يأتي، وقيل: الأول النوم والثاني الموت.
ورواه ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، وأيده الطبرسي بقوله تعالى: {وَيُرْسِلُ الأخرى إلى أَجَلٍ مُّسَمًّى} [الزمر: 42] ولا يخفى بعده لأن النوم وإن كان أخا الموت لكنه لم تعهد تسميته أجلًا وإن سمي موتًا، وقيل: إن كلا الأجلين للموت ولكل شخص أجلان أجل يكتبه الكتبة وهو يقبل الزيادة والنقص وهو المراد بالعمر في خبر: «إن صلة الرحم تزيد في العمر» ونحوه وأجل مسمى عنده سبحانه وتعالى لا يقبل التغيير ولا يطلع عليه غيره عز شأنه وكثير من الناس قالوا: إن المراد بالزيادة الواردة في غير ما خبر الزيادة بالبركة والتوفيق للطاعة، وقيل: المراد طول العمر ببقاء الذكر الجميل كما قالوا: ذكر الفتى عمره الثاني وضعفه الشهاب، وقيل: الأجلان واحد والتقدير وهذا أجل مسمى فهو خبر مبتدأ محذوف و{عِندَهُ} خبر بعد خبر أو متعلق بمسمى وهو أبعد الوجوه. اهـ.

.من أقوال المفسرين في قوله تعالى: {ثُمَّ أَنتُمْ تَمْتَرُونَ}:

.قال الفخر:

وأما قوله: {ثُمَّ أَنتُمْ تَمْتَرُونَ} فنقول: المرية والامتراء هو الشك.
واعلم أنا إن قلنا المقصود من ذكر هذا الكلام الاستدلال على وجود الصانع كان معناه أن بعد ظهور مثل هذه الحجة الباهرة أنتم تمترون في صحة التوحيد، وإن كان المقصود تصحيح القول بالمعاد فكذلك، والله أعلم. اهـ.

.قال الألوسي:

{ثُمَّ أَنتُمْ تَمْتَرُونَ} أي تشكون في البعث كما أخرجه أبن أبي حاتم عن خالد بن معدان، وعن الراغب المرية التردد في المتقابلين وطلب الإمارة مأخوذ من مرى الضرع إذا مسحه للدر.
ووجه المناسبة في استعماله في الشك أن الشك سبب لاستخراج العلم الذي هو كاللبن الخالص من بين فرث ودم.
قيل: الامتراء الجحد، وقيل: الجدال.
وأيًا ما كان فالمراد استبعاد امترائهم في وقوع البعث وتحققه في نفسه مع مشاهدتهم في أنفسهم من الشواهد ما يقطع مادة ذلك بالكلية فإن من قدر على إفاضة الحياة وما يتفرع عليها على مادة غير مستعدة لشيء من ذلك كان أوضح اقتدارًا على إفاضته على مادة قد استعدت له وقارنته مدة.
ومن هذا يعلم أن شطرًا من تلك الأوجه السابقة آنفًا لا يلائم مساق النظم الكريم، وتوجيه الاستبعاد إلى الامتراء على التفسير الأول مع أن المخاطبين جازمون بانتفاء البعث مصرون على جحوده وإنكاره كما ينبئ عنه كثير من الآيات للدلالة على أن جزمهم ذلك في أقصى مراتب الاستبعاد والاستنكار.
وذكر بعض المحققين أن الآية الأولى دليل التوحيد كما أن هذه دليل البعث، ووجه ذلك بأنها تدل على أنه لا يليق الثناء والتعظيم بشيء سواه عز وجل لأنه المنعم لا أحد غيره ويلزم منه أنه لا معبود، ولا إله سواه بالطريق الأولى، وزعم بعضهم أنها لا تدل على ذلك إلا بملاحظة برهان التمانع إذ لو قطع النظر عنه لا تدل على أكثر من وجود الصانع، ومنشأ ذلك حمل الدليل على البرهان العقلي أو مقدماته التي يتألف منها أشكاله وليس ذلك باللازم.
ومن الناس من جعل الآية الأولى أيضًا دليلًا على البعث على منوال قوله تعالى: {أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السماء بناها رَفَعَ} [النازعات: 72] ولا يخفى أنه خلاف الظاهر. اهـ.

.من لطائف وفوائد المفسرين:

.من لطائف القشيري في الآية:

قال عليه الرحمة:
{هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ (2)}.
أثبت الأصل من الطين وأودعها عجائب (السير) وأظهر عليها ما لم يظهر على مخلوق، فالعِبْرَةُ بالوَصْلِ لا بالأصل؛ فالوَصْلُ قُرْبَةٌ وَالأصل تُرْبةٌ، الأصل من حيث النَّطفة والقطرة، والوصل من حيث القربة والنَّصرة.
قوله: {ثُمَّ قَضَى أَجَلًا وَأَجَلٌ مُّسَمًّى عِندَهُ}: جعل للامتحان أجلًا، ثم جعل للامتنان أجلًا، فَأَجَلُ الامتحان في الدنيا، وأَجَلُ الامتنان في العُقْبى.
ويقال ضَرَبَ للطلب أجلًا وهو وقت المهلة، ثم عقبه بأجل بعده وهو وقت الوصلة؛ فالمهلة لها مدًى ومنتهى، والوصلة بلا مدًى ولا منتهى؛ فوقتُ الوجودِ له ابتداء وهو حين تطلع شموس التوحيد ثم يتسرمد فلا غروب لها بعد الطلوع. اهـ.

.قال ابن عاشور:

والمهلة هنا باعتبار التوزيع، أي خلق كلّ فرد من البشر ثم قضى له أجله، أي استوفاه له، ف {قضى} هنا ليس بمعنى (قدّر) لأنّ تقدير الأجل مقارن للخلق أو سابق له وليس متأخّرًا عنه ولكن {قضى} هنا بمعنى (أوفى) أجل كلّ مخلوق كقوله: {فلمّا قضينا عليه الموت} [سبأ: 14]، أي أمتناه.
ولك أن تجعل (ثم) للتراخي الرتبي.
وإنّما اختير هنا ما يدلّ على تنهية أجل كلّ مخلوق من طين دون أن يقال: إلى أجل، لأنّ دلالة تنهية الأجل على إمكان الخلق الثاني، وهو البعث، أوضح من دلالة تقدير الأجل، لأنّ التقدير خفي والذي يعرفه الناس هو انتهاء أجل الحياة، ولأنّ انتهاء أجل الحياة مقدمة للحياة الثانية.
وجملة {وأجل مسمّى عنده} معترضة بين جملة {ثم قضى أجلًا}.
وجملة {ثم أنتم تمترون}.
وفائدة هذا الاعتراض إعلام الخلق بأنّ الله عالم آجال الناس ردًّا على قول المشركين {ما يهلكنا إلاّ الدهر} [الجاثية: 24].
وقد خولفت كثرة الاستعمال في تقديم الخبر الظرف على كلّ مبتدأ نكرة موصوفة، نحو قوله تعالى: {ولي نعجة واحدة} [ص: 23]، حتّى قال صاحب الكشاف: إنّه الكلام السائر، فلم يقدّم الظرف في هذه الآية لإظهار الاهتمام بالمسند إليه حيث خولف الاستعمال الغالب من تأخيره فصار بهذا التقديم تنكيره مفيدًا لمعنى التعظيم، أي وأجل عظيم مسمّى عنده.
ومعنى: {مسمّى} معيّن، لأنّ أصل السمة العلامة التي يتعيّن بها المعلّم.
والتعيين هنا تعيين الحدّ والوقت.
والعندية في قوله: {عنده} عندية العلم، أي معلوم له دون غيره.
فالمراد بقوله: {وأجل مسمّى} أجل بعث الناس إلى الحشر، فإنّ إعادة النّكرة بعد نكرة يفيد أنّ الثانيّة غير الأولى، فصار: المعنى ثم قضى لكم أجلين: أجلًا تعرفون مدّته بموت صاحبه، وأجلًا معيّن المدّة في علم الله.
فالمراد بالأجل الأول عمر كلّ إنسان، فإنّه يعلمه الناس عند موت صاحبه، فيقولون: عاش كذا وكذا سنة، وهو وإن كان علمه لا يتحقّق إلاّ عند انتهائه فما هو إلاّ علم حاصل لكثير من النّاس بالمقايسة.
والأجل المعلوم وإن كان قد انتهى فإنّه في الأصل أجل ممتدّ.
والمراد بالأجل الثاني ما بين موت كلّ أحد وبين يوم البعث الذي يبعث فيه جميع الناس، فإنَّه لا يعلمه في الدنيا أحد ولا يعلمونه يوم القيامة، قال تعالى: {ويوم يحشرهم كأن لم يلبثوا إلاّ ساعة من النهار يتعارفون بينهم} [يونس: 45]، وقال: {ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة} [الروم: 55].
وقوله: {ثم أنتم تمترون} عطفت على جملة: {هو الذي خلقكم من طين}، فحرف {ثم} للتراخي الرتبي كغالب وقوعها في عطف الجمل لانتقال من خبر إلى أعجب منه، كما تقدّم في قوله تعالى: {ثم الذين كفروا بربّهم يعدلون} [الأنعام: 1]، أي فالتعجيب حقيق ممّن يمترون في أمر البعث مع علمهم بالخلق الأول وبالموت.
والمخاطب بقوله: {أنتم تمترُون} هم المشركون.
وجيء بالمسند إليه ضميرًا بارزًا للتوبيخ.
والامتراء: الشكّ والتردّد في الأمر، وهو بوزن الافتعال، مشتقّ من المرية بكسر الميم اسم للشكّ، ولم يرد فعله إلاّ بزيادة التاء، ولم يسمع له فعل مجرّد.
وحذف متعلّق {تمترون} لظهوره من المقام، أي تمترون في إمكان البعث وإعادة الخلق.
والذي دلّ على أنّ هذا هو المماري فيه قوله: {خَلقكم من طين ثم قضى أجلًا وأجل مسمّى عنده} إذ لولا قصد التذكير بدليل إمكان البعث لما كان لذكر الخلق من الطين وذكر الأجل الأول والأجل الثاني مُرجّح للتخصيص بالذكر. اهـ.

.من فوائد ابن الجوزي في الآية:

قال رحمه الله:
قوله تعالى: {هو الذي خلقكم من طين} يعني: آدم، وذلك أنه لما شك المشركون في البعث، وقالوا: من يحيي هذه العظام؟ أعلمهم أنه خلقهم من طين، فهو قادر على إِعادة خلقهم.
قوله تعالى: {ثم قضى أجلًا وأجل مسمى عنده} فيه ستة أقوال:
أحدها: أن الأجل الأول: أجل الحياة إلى الموت، والثاني: أجل الموت إلى البعث، روي عن ابن عباس، والحسن، وابن المسيب، وقتادة، والضحاك، ومقاتل.
والثاني: أن الأجل الأول: النوم الذي تُقْبَضُ فيه الروح، ثم ترجع في حال اليقظة؛ والأجل المسمى عنده أجل: موت الإِنسان.
رواه العوفي عن ابن عباس.
والثالث: أن الأجل الأول: أجل الآخرة متى يأتي، والأجل الثاني: أجل الدنيا، قاله مجاهد في رواية.
والرابع: أن الأول: خلق الأشياء في ستة أيام، والثاني: ما كان بعد ذلك إلى يوم القيامة، قاله عطاء الخراساني.
والخامس: أن الأول: قضاه حين أخذ الميثاق على خلقه، والثاني: الحياة في الدنيا، قاله ابن زيد، كأنه يشير إِلى أجل الذرية حين أحياهم وخاطبهم.
والسادس: أن الأول: أجل من قد مات من قبل، والثاني: أجل من يموت بعد، ذكره الماوردي.
قوله تعالى: {ثم أنتم} أي بعد هذا البيان {تمترون} وفيه قولان:
أحدهما: تشكّون، قاله قتادة، والسدي.
وفيما شكوا فيه قولان أحدهما: الوحدانية، والثاني: البعث.
والثاني: يختلفون: مأخوذ من المراء، ذكره الماوردي. اهـ.

.من فوائد أبي السعود في الآية:

قال عليه الرحمة:
{هُوَ الذي خَلَقَكُمْ مّن طِينٍ} استئنافٌ مَسوقٌ لبيان بطلان كفرهم بالبعث، مع مشاهدتهم لما يوجب الإيمانَ به إثرَ بيانِ بطلانِ إشراكِهم به تعالى، مع معاينتهم لموجِبات توحيدِه، وتخصيصُ خلقِهم بالذكر من بين سائر دلائل صِحةِ البعث، مع أن ما ذُكر من خلق السموات والأرض من أوضحها وأظهرها، كما ورد في قوله تعالى: {أَوَلَيْسَ الذي خَلَقَ السموات والأرض بقادر على أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُم} لما أن ملحَ النزاعِ بعثُهم، فدلالةُ بدءِ خلقِهم على ذلك أظهرُ وهم بشؤون أنفسهم أعرفُ، والتعامي عن الحجة النيِّرة أقبح، والالتفاتُ لمزيد التشنيع والتوبيخ، أي ابتدأ خلقَكم منه، فإنه المادة الأولى للكل لما أنه منشأ آدمَ عليه السلام، وهو المخلوقُ منه حقيقةً بأن يقال: هو الذي خلق أباكم الخ، مع كفاية علمهم بخلقه عليه السلام منه في إيجاب الإيمانِ بالبعثِ وبطلانِ الامتراءِ لتوضيحِ منهاجِ القياس، وللمبالغة في إزاحةِ الاشتباه والالتباس، مع ما فيه من تحقيق الحق والتنبيه على حكمةٍ خفية هي أن كل فردٍ من أفراد البشر له حظٌّ من إنشائه عليه السلام منه، حيث لم تكن فطرتُه البديعة مقصورةً على نفسه بل كانت أُنموذَجًا منطويًا على فطرة سائرِ آحادِ الجنس انطواءً إجماليًا مستتبِعًا لجَرَيان آثارِها على الكل، فكأن خلقَه عليه السلام من الطين خلقٌ لكل أحد من فروعه منه، ولما كان خلقُه على هذا النمط الساري إلى جميع أفراد ذريتِه أبدعَ من أن يكون ذلك مقصورًا على نفسه كما هو المفهومُ من نسبة الخلق المذكورِ إليه وأدلَّ على عِظَم قُدرة الخلاق العليم وكمالِ علمِه وحكمتِه وكان ابتداءُ حال المخاطَبين أولى بأن يكون معيارًا لانتهائها فَعلَ ما فعل، ولله درُ شأن التنزيل، وعلى هذا السرِّ مدارُ قوله تعالى: {وَلَقَدْ خلقناكم ثُمَّ صورناكم} الخ، وقوله تعالى: {وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا}.